الأراضي الفلسطينية المحتلة: على إسرائيل وقف الهجمات على أسطول الصمود العالمي
تدين فرونت لاين ديفندرز بشدّة تصاعد الهجمات على أسطول الصمود العالمي، واستمرار فشل المجتمع الدولي في ضمان مرور آمن للمهمة الإنسانية إلى غزة. ندعو إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان على متن سُفن الأسطول، وإنهاء الحصار غير القانوني المفروض على غزة.
أسطول الصمود العالمي هو أسطول منسق وسلمي، يتألف في معظمه من سفن صغيرة، تبحر من موانئ عبر البحر الأبيض المتوسط، محمّلة بمساعدات إنسانية، بما في ذلك إمدادات منقذة للحياة للشعب الفلسطيني، متحديةً الحصار الإسرائيلي غير القانوني المستمر على غزة منذ 18 عامًا. تجمع هذه المبادرة المدنية، التي تضم أكثر من 500 متطوع ومتطوعة، من بينهم أطباء/ات ومحامون/ات وبرلمانيون/ات ونقابيون/ات ومدافعون/ات عن حقوق الإنسان، تحالفًا متنوعًا من المشاركين/ات الدوليين/ات، بمن فيهم أولئك الذين شاركوا في جهود برية وبحرية سابقة مثل أسطول الصمود المغاربي، وائتلاف أسطول الحرية، والحركة العالمية إلى غزة. مهمة أسطول الصمود هي الرد المباشر على الإبادة الجماعية المستمرة والتجويع المتعمّد الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
خلال ليلة 23-24 سبتمبر/أيلول 2025، ولمدّة ثلاث ساعات، أفاد أعضاء أسطول الصمود بوقوع انفجارات متواصلة وهجمات بطائرات مسيرة على قواربهم في المياه الدولية قبالة اليونان. وتضمن هذا التصعيد الحاد للأعمال العدائية، بحسب التقارير، ما لا يقل عن 13 انفجارًا على متن القوارب وحولها، وانقطاعات واسعة النطاق في الاتصالات، وتواجدًا مستمرًا لأكثر من 15 طائرة مسيرة منخفضة الارتفاع. كما وردت تقارير عن إسقاط أجسام من طائرات مسيرة أو طائرات على ما لا يقل عن عشر سفن، مما تسبب في أضرار جسيمة بها. ويتزامن هذا التضييق العدواني على سفن الأسطول مع حملة تضليل منسقة شنتها السلطات الإسرائيلية، التي تزعم، في محاولة واضحة لتبرير العمل العسكري ضد المدافعين/ات عن حقوق الإنسان العزل، أن المهمة المدنية تشكل تهديدًا للأمن القومي.
أعرب وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو في بيان عن "إدانته الشديدة" للحادث، وأمر الفرقاطة الإيطالية متعددة الأغراض بالتوجه نحو الأسطول "لإجراء عمليات إنقاذ محتملة"، مع التركيز بشكل رئيسي على المواطنين/ات والبرلمانيين/ات الإيطاليين/ات. وعقب هذا الإعلان بوقت قصير، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن "[...]سفينة بحرية مجهزة بجميع الوسائل اللازمة ستبحر من قرطاجنة تحسبًا لضرورة مساعدة الأسطول وتنفيذ أي عملية إنقاذ".
في وقت سابق من هذا الشهر، في ليلتي 9 و10 سبتمبر/أيلول 2025، استهدفت طائرتان مسيرتان الأسطول أثناء رسوه في ميناء سيدي بوسعيد بتونس، مما تسبب في أضرار جسيمة للسفن.
تُدين منظمة فرونت لاين ديفندرز بشدة المضايقات المستمرة التي تتعرض لها سفن أسطول الصمود العالمي من قبل قوات الأمن الإسرائيلية، وتُعرب عن قلقها العميق إزاء استمرار فشل المجتمع الدولي في ضمان مرور آمن لأسطول الصمود إلى غزة، لا سيما في ظل تزايد الأدلة على انتشار "المجاعة وسوء التغذية والأمراض" في غزة.
تدعو منظمة فرونت لاين ديفندرز جميع الدول والمجتمع الدولي، وخاصةً الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية الأسطول وضمان مروره الآمن إلى غزة؛ ووضع حدٍّ للأعمال الانتقامية التي يتعرض لها المدافعون والمدافعات عن حقوق الإنسان والنشطاء/ات السلميون/ات الداعمون/ات للحقوق الفلسطينية والمطالبون/ات بإنهاء الإبادة الجماعية؛ وتطبيق قرارات محكمة العدل الدولية التي تدعو إسرائيل إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى غزة. كما تدعو المنظمة الأمم المتحدة إلى التحقيق في الهجمات في المياه الإقليمية التونسية والمياه الدولية، وإدانة هذه الأعمال التخريبية.


